تكفّل عدد من المتبرعين بتغطية تكاليف العملية الجراحية التي يحتاج إليها الطفل عبد الرحمن (13 عاماً)، والبالغة 39 ألف درهم، لعلاجه من مضاعفات حادث دهس تعرض له أثناء قيادته دراجته الهوائية، نتج عنه اختراق قطعة حديد لأمعائه. وقد تم التنسيق بين المتبرعين ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي عبر "الخط الساخن" لتحويل مبلغ التبرع مباشرة إلى حساب المستشفى الذي يُعالج فيه الطفل.

وأعرب والد عبد الرحمن عن بالغ امتنانه وسعادته لهذه المبادرة، مقدماً شكره العميق للمتبرعين على دعمهم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأسرة. وقال إن اتصال موظفي الخط الساخن لإبلاغه بتكفّل أهل الخير بمصاريف علاج ابنه أدخل الطمأنينة إلى قلبه وأفرح أسرته بأكملها، مضيفاً: "أتوجه بالشكر لكل من ساهم في علاج ابني نظراً لحاجته الماسة إلى إجراء العملية". وأضاف أن هذا العطاء ليس غريباً على مجتمع دولة الإمارات، الذي يتسم أفراده ومؤسساته بروح التضامن والتكافل، ويجسدون قيماً إنسانية نبيلة تُعد جزءاً أصيلاً من هوية الدولة.

وكانت صحيفة الإمارات اليوم قد نشرت بتاريخ 12 من الشهر الجاري قصة عبد الرحمن، الذي تعرّض لحادث دهس خلال شهر رمضان الماضي أثناء لهوه مع أصدقائه بدراجته، مما أدى إلى إصابته بإصابة بالغة دخلت خلالها قطعة حديد إلى أمعائه. وأشار التقرير الطبي الصادر عن مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي إلى أن الطفل كان بحاجة ماسة إلى عملية جراحية عاجلة، نظراً لتدهور حالته الصحية. وزادت معاناة الأسرة بسبب عدم قدرتها على تغطية تكلفة العلاج نظراً للظروف المالية الصعبة التي تمر بها.

وكان والد الطفل، المعروف بـ"أبو عبد الرحمن"، قد ناشد أهل الخير لمساعدته على سداد تكاليف العملية، موضحاً أن ابنه أُصيب أثناء مروره بأحد التقاطعات القريبة من منزلهم، حيث تعرض لحادث دهس أدى إلى إصابته البليغة، فتم نقله بسيارة إسعاف إلى قسم الطوارئ في مستشفى الشيخ شخبوط، حيث خضع لعملية أولى عاجلة وبقي أسبوعاً تحت المراقبة، إلا أن حالته تتطلب عملية جراحية ثانية بعد عيد الفطر.

وأوضح الأب أن ابنه بحاجة إلى مراجعات طبية مستمرة، لكن وضعهم المالي لم يسمح بذلك. وأشار إلى أنه المعيل الوحيد لأسرته المكونة من 10 أفراد، جميعهم في مراحل تعليمية مختلفة، ولا يوجد من يعينه، بعد أن خسر تجارته ولم يعد قادراً حتى على تلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك دفع الإيجار، ما اضطرهم إلى السكن مع أحد أقاربه.

واختتم الأب حديثه قائلاً إن عبد الرحمن لا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية حالياً، لكنه يأمل بعد إجراء العملية أن يتمكن من العودة إلى حياته بشكل طبيعي دون معوقات.