تعتبر مراكز مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي من أبرز مراكز تحفيظ القرآن الكريم في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فمن خلالها تم تخريج الحفاظ والحافظات للقرآن الكريم على مستويات متعددة، وتعليمهم الفنون المتعلقة بفهم القرآن وحفظه وضبط ألفاظه.
ولا شك أنّ العناية بالقرآن الكريم وبذل الجهد من أجله تعلماً وتعليماً وحفظاً وتلاوة هي المسلك الممدوح للأخيار، بل هو طريق النعيم والخير وصفة أهل الخير الأبرار، قال صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" رواه البخاري. ولأهمية هذا السبيل في تحقيق رضوان الله تعالى واجتماع الناس عليه باعتباره عنواناً للفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة؛ تفخر دولة الامارات العربية المتحدة برعايتها ودعمها لمشاريع القرآن ورعاية أهله، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فحكومتها الرشيدة تولي القرآن الكريم عناية خاصة وأسست له المراكز لحفظه والإشراف على مشاريع تعليمه وطباعته وتوزيعه، وتعليم علومه وتدريسه وحفظه لفظاً، والوصول إلى مراده فهماً وتطبيقاً، وقد شهدت الدولة تنوعاً في طرق التكريم لكتاب الله عز وجل، فمنها المادي والمعنوي وافتتاح حلقات التحفيظ في المساجد ومراكز القرآن ذات الكيان الاعتباري، كما وضعت القوانين المنظمة لجميع الاجراءات الخاصة بهذا المسار المبارك، من خلال مؤسسات تابعة للحكومات المحلية وأخرى اتحادية لتنهض بعمليات تنظيم المسابقات المحلية والدولية، وتأتى ذلك كله من حرص الحكومة الرشيدة لدولة الامارات وتشجيعها لأبناء وبنات المسلمين على حفظ كتاب الله عز وجل في الداخل والخارج.
وجاء الدور المهم لدائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري بدبي من خلال إشرافها على إدارة المراكز وجميع مراكز التحفيظ على مستوى الإمارة، ومتابعتها، وترخيصها، واستدامتها، وإسنادها لابتكار أساليب الحفظ والتدريس والأدوات التي تعين على فهم كتاب الله تعالى وحفظه ورعاية حملته في ظلالها.